صحيفة المثقفيعد العقل - بشكل عام - أحد الأدلة الأربعة التي يعتمدها الفقهاء في عملية الاستنباط،
أما فقهاء العدلية -الإمامية والمعتزلة- والمذهب الحنفي، فحكم (العقل) عندهم يُعد الأساس في استنباط الأحكام، سواء من الكتاب أو السنة أو التأييد بالإجماع؛ لما للعقل من قدرة في إبداء الرأي والقضاء في الملازمات العقلية([1]).. فهو مناط التكليف ومعيار امتثال الأوامر والنواهي الإلهية، ولذا فمن فقد هذه الملكة لا يكون مؤهلًا للخطاب الإلهي. ولكون موضوع الأخلاق متعلقًا بمسألتي الحسن والقبح اللّتين لهما ارتباط وثيق بالعقل، فلا بد من التعرض إلى مفهوم العقل والتعرف على ما قيل فيه وفي مدركاته؛ لفهم المدْرَك الحقيقي للأخلاق.
1- العقل في اللغـة والاصطلاح
أ - العقل في اللغـة
قال الجوهري: العقل، الحِجْر والنهى، وقيل إنه مشتق من عقال البعير، وهو الحبل الذي يُشد به وظيف البعير مع ذراعه في وسط الذراع([2]). واعتقل: حَبَسَ، وعَقَلَهُ عن حاجته يَعْقِلَهُ وعَقِلَهُ وتعقله واعتقله: حبسه، والعقل هو التمييز الذي به يتميز الإنسان من سائر الحيوان، وسُمّي العقل عقلًا لأنه يَعْقِلْ([3]) بمعنى الربط والإحكام والمنع لأنه يمنع صاحبه من ارتكاب ما يقبح وتضر عاقبته([4]). وقال الراغب في المفردات، أصل العقل الإمساك والاستمساك كعَقْل البعير بالعاقل، وعَقَلَ الدواء البطن، وعَقَلَتْ المرأة شعرها، وعَقَلَ لسانه كَفَّه، ومنه قيل للحصن معقل.. كما أن العقل يقال للقوة المتهيئة لقبول العلم([5]). ومنه قول بعض الحكماء: «إذا عَقَلَكَ عَقْلُكَ عما لا ينبغي فأنت عاقل»([6]). ب- العقل في الاصطلاح
تعددت تعريفات العقل في الاصطلاح لكونه اسم مشترك لمعانٍ عدة، كما أنها توزعت بين فريقين: الأول، هو الجمهور من العلماء، والثاني، هو فريق الفلاسفة([7]). فمن تعريفات الفريق الأول، أنَّ العقل اسم لـ:
1- القوة التي يوجد بها التمييز بين الحسن والقبح، ومنه ما يُنقل عن أبي علي الجبائي(ت:303هـ)(*) قوله: العلم الصارف عن القبيح الداعي إلى الحسن([8]) 2- مجموعة المعاني الكلية الذهنية التي تكون مقدمات تُستنبط بها المصالح والأغراض. وممن ذهب إليه القاضي عبد الجبار المعتزلي (ت: 415هـ) في قوله: العقل «عبارة عن جملة من العلوم مخصوصة، متى حصلت في المكلف صح منه النظر والاستدلال والقيام بأداء ما كلّف به»([9]). 3- الهيئة المحمودة للإنسان في حركاته وسكناته، كما في قول الرازي (ت: 606هـ): «أنه غريزة يتبعها العلم بالضروريات عند سلامة الآلات، والنائم لم يزل عقله وإن لم يكن عالمًا»([10]). وأما تعريفات فريق الفلاسفة، فعلى ثمانية معان، منها:
1- أنه قوة للنفس، مستعدة لقبول ماهيات الأشياء مجردة عن المواد.
2- أنه ماهية مجردة عن المادة، مرتسخة في النفس على سبيل أصول من خارج.
3- أنه جوهر مجرد مفارق عن المادة ذاتًا وفعلًا. ومنهم ابن سينا في قوله: «العقل: جوهر مجرد عن المادة من كل الجهات، وهو المحرّك بحركة الكل على سبيل التشوق لنفسه. ووجوده أول وجود مستفاد عن الموجود الأول»([11]). ومن متكلمي الإمامية مَنْ آمن بهذا القول، واعتقد بجوهرية العقل ومفارقته عن المادة، كالعلّامة الحلي (ت: 728هـ)، في قوله: العقل، جوهر مفارق في ذاته وفعله للمادة([12]). والمازندراني (ت:1081هـ)، في قوله: «نور يُعرف به حقائق الأشياء على ما هي عليه في نفس الأمر(*)»([13]). ولعله هو الأرجح لاسيما وأنه قريب من تعريف عالِم بيت الوحي، أمير المؤمنين u في قوله: العقل (جوهر درّاك محيط بالأشياء من جميع جهاتها، عارف بالشيء قبل كونه، فهو علّة للموجودات ونهاية المطالب)([14]). إذ عدَّ العقل جوهرًا محيطًا بالأشياء من جميع جهاتها على اعتبار أنه الصادر الأول(**) وعلّة لكل ما دونه - والعلّة محيطة بالمعلول - فلو لم يكن محيطًا من جميع الجهات لزم أن يستغني عنه من الجهة التي لم تحط العلّة منها، وهذا خُلف. فوجب أن يكون محيط بما دونه من جميع الجهات([15]). وإذن فالعقل عند أمير المؤمنينu موجود مستقل بذاته. وهو ما أكده الإمام أبو جعفر u بقوله: «لما خلق الله العقل استنطقه ثم قال له: أقبل فأقبل ثم قال له: أدبر فأدبر ثم قال: وعزتي وجلالي ما خلقت خلقًا هو أحب إلي منك ولا أكملتك إلَّا فيمن أحب، أما إني إياك آمر، وإياك أنهى وإياك أعاقب، وإياك أثيب»([16]). على أنَّ أهل المعرفة يفصِّلون تعريف العقل بحسب درجات وجوده في عالم الإمكان، إلى قولين .. الأول: هو (الجوهر المجرد الدرّاك...) في عالم الأمر، والثاني: هو (القوة القادرة على العلم بالمقولات) في عالم الخلق.. وعالمي الأمر والخلق إشارة إلى قوله تعالى: ]...أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْر...[([17]).. فعالم الأمر هو عالم العقل والروح، وعالم الخلق هو عرض عالم الأمر ومتعلق بالطبيعة والأجسام([18]). ومنه ما يُنسب([19])إلى أمير المؤمنين علي u قوله: رأيتُ العقـل عقليــن فمطبوع ومسمـوع
ولا ينفـع مسـمـوع إذا لم يـك مطبـوع
كما لا تنفع الشمــس وضوء العين ممنــوع...
إذ قيل في شرحه: المطبوع هو المراد بقوله تعالى خطابًا (للعقل): ما خلقت خلقًا وأحب إلي منك([20])، والمسموع هو المراد بقوله (صلى الله عليه وآله وسلم): ما قسم الله للعباد شيئًا أفضل من العقل فنوم العاقل أفضل من سهر الجاهل...([21]) - أي العقل المكتسب- وقيل: أنهما قوتان أخريان، إحداهما ما يحصل بها العلم من التصورات والتصديقات الحاصلة للنفس الفطرية وهي حاصلة بالطبع، كالقول بأن الاثنين أكثر من الواحد، والشخص الواحد لا يكون في مكانين، والأخرى حاصلة بالاكتساب كالعلوم المستفادة من التجارب بمجاري الأحوال، فمن اتصف بها يقال له أنه عاقل في العادة([22]). وقد فرَّع المجلسي (ت: 1111هـ) مصطلح العقل – بحسب تتبعه لأخبار أهل البيت وأقوال أهل الفن من المتكلمين والأصوليين.. وغيرهم – إلى([23]): الأول: هو قوة إدراك الخير والشَّر والتمييز بينهما، والعقل بهذا المعنى مناط التكليف والثواب والعقاب.
الثاني: ملكة وحالة في النفس تدعو إلى اختيار الخير والنفع، واجتناب الشَّرور والمضار، وبها تقوي النفس على زجر الدواعي الشهوانية والغضبية.
الثالث: القوة التي يستعملها النَّاس في نظام أمور معاشهم، فإن وافقت قانون الشَّرع تسمى بعقل المعاش، وإن لم توافقه واستعملت في الأمور الباطلة تسمى بالنكراء والشيطنة في لسان الشَّرع.
الرابع: مراتب استعداد النفس لتحصيل النظريات وقربها وبعدها عن ذلك، وأثبتوا لها مراتب أربعة(*): سموها بالعقل الهيولاني، والعقل بالملكة، والعقل بالفعل، والعقل المستفاد، وهي أسماء مختلفة لقوة واحدة حسب متعلقاتها وما تستعمل فيه. الخامس: النفس الناطقة الإنسانية التي بها يتميز عن سائر البهائم.
والذي يظهر من هذا التفريع أنه خاص بالعقل في عالم الخلق، أما ما قاله الفلاسفة من استقلالية الوجود العقلي وجوهريّته فلا يرتضيه المجلسي، بل يراه من مموهات وشبهات، أو خيالات غريبة زينوها بلطائف عباراتٍ لا دليل لهم عليها([24]). تعريف توفيـقي
ومما سبق يمكن الخروج بتعريف للعقل من خلال الجمع بين تعريفي الفلاسفة والمتكلمين سيَّما وأنهما يتوافقان مع تعريف أمير المؤمنين u وأخبار خلق العقل والاستنطاق، وأول خلق الله تعالى وهو النور النبوي - صلوات الله عليه وعلى آله الأطهار- . فيكون تعريف العقل بأنه: جوهر مجرد درَّاِك محيط بحقائق الأشياء على ما هي عليه في نفس الأمر، غير متعلق بجسم وله تعلق التدبير والتصرف فيه.
أما حظ الإنسان منه في هذه النشأة - الدنيوية- فهو قوة الاستعداد الفطري لتعقل الأمور من المضار والمنافع وغيرها من المدركات النظرية والعملية.
غير أن هذا الإدراك يكون متفاوتًا من فرد إلى آخر – كل بحسب استعداده – ويعضِّد ذلك ما نقله الكليني عن إسحاق بن عمار قال: «قلت لأبي عبد الله u: الرجل آتيه وأكلّمهُ ببعض كلامي فيعرفه كلّه، ومنهم من آتيه فأكلّمهُ بالكلام فيستوفي كلامي كلّه ثم يردّه عليَّ كما كلمته، ومنهم من آتيه فأكلّمه فيقول: أعد عليَّ ؟! فقال: يا إسحاق! وما تدرى لِمَ هذا ؟ قلت: لا ، قال: الذي تكلمه ببعض كلامك فيعرفه كله فذاك مَنْ عُجِنت نطفته بعقله، وأما الذي تكلمه فيستوفى كلامك ثم يجيبك على كلامك فذاك الذي رُكِّب عقله فيه في بطن أُمّهِ، وأما الذي تكلمه بالكلام فيقول: أعد عليّ، فذاك الذي رُكِّب عقله فيه بعدما كبر، فهو يقول لك: أعد عليّ»([25]). 2- محل العقـل
من المعروف عن الإنسان مخلوق أنه من روح إلهي وجسد طيني(*)، والجسد آلة الروح وبه تتم الحركة والفعاليات الفسيولوجية و الأيضية. ومن هنا فقد اُختلف في محل العقل وما هي الآلة الجسدية الحالّ فيها أو بعبارة أخرى المؤثِّر فيها، هل هي الدماغ أم القلب؟ ذهب أرسطو إلى أن القلب هو محل العقل، وأن وظيفة المخ لا تعدو أكثر من تبريد القلب بما يفرزه من البلغم، وأن يمنع زيادة مرارته عن القدر اللازم، وعليه فالمخ خادم للعقل ولي مقرًا له ([26]). وقيل أنه جوهر مضيء خلقه الله تعالى في الدماغ وجعل نوره في القلب يدرك الغايبات بالوسايط والمحسوسات بالمشاهدة([27]). وربما قول رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في وصيته لعلي u: «يا علي عليك بالدباء(**) فكله فإنه يزيد في الدماغ والعقل»([28]) .. إشارة إلى أن هناك رابطة بين العقل الروحاني والدماغ الجسداني - على اعتبار انه آلة له – أو أنه للجمع بين مركز الحواس وهو الدماغ وبين العقل الذي هو العلم ومركزه القلب. في حين أنَّ أمير المؤمنين u في وصيته لـ (كميل بن زياد) يُعطي القلب - الموجود في الصدر - صفة العقل، ويعدَّه الوعاء الحافظ للعلم، إذ يقول: «إن هذه القلوب أوعية، فخيرها أوعاها ... ها إنَّ ههنا لعلمًا جمًا (وأشار إلى صدره) لو أصبتُ له حملة...»([29]).. وهو ما تؤيده الآية الكريمة: ]...فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ[([30]) فقد قيل أنه تعالى ذكر الصدور « للتأكيد، لئلا يتوهم بالذهاب إلى غير معنى القلب، لأنه قد يُذهب إلى أنَّ فيه اشتراكًا»([31]). وهذا لا يتنافى مع القول بأنَّ الدماغ هو مركز التحسس، لا سيِّما وأنَّ الطب الحديث توصل إلى نظريات علمية تبيِّن أنَّ عمل القلب ليس كمضخة للدم فقط، بل أثبتت أنَّ لِأعلاه خلايا أشبه بخلايا الذاكرة في الدماغ قادرة على إعطاء إشارات عصبية - كهربية - إلى الدماغ قبل أن يتحسس - الدماغ - بها، فيقوم الدماغ بعد ذلك بإرسال أوامره إلى باقي أعضاء الجسم لتتخذ سلوكًا ما، كما أثبتت التجارب العلمية، أن الإشارات الكهربائية التي يرسلها القلب أقوى من تلك التي يرسلها الدماغ بمئة ضعف([32]). 3 - حجية العقـل
ذُكر العقل في نحو تسعة وأربعين موضعًا في الكتاب العزيز([33]) تأكيدًا على أهمية إعماله والتدبر به، وأنه مناط التكليف، منها قوله تعالى: ]إنَّ في خَلْقِ السَّماوات والأَرْضِ وَاْخْتِلَافِ ألَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنْفَعُ النَّاس وَمَا أَنْزَلَ اللهُ ِمَن السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَاب المْسُخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْض لَآياتٍ لِقَومٍ يَعْقِلُونَ[([34])..إذ ذُكرت عبارة (لآيات لقوم يعقلون) بعد الحث على التفكر والنظر في المصنوعات والمخلوقات لمعرفة الصانع والخالق سبحانه وتعالى. كما أن القرآن الكريم ذم الكفار في موضع آخر لأنهم لم يستعملوا عقولهم، فقال عنهم: ]...صُمٌ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُم لَا يَعْقِلوُن[([35]).. وشبّه من لا يستعمل عقله ويعمل به بـ (شرِّ الدواب)، في قوله تعالى: ]إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ[([36]).. وقال تعالى مبينًا حال أصحاب النار: ]وَقَالُواْ لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ[([37]). ففي هذه الآيات - وغيرها - دليل بيّن على اعتبار العقل في الشَّرع وبيان قيمته، إذ بدونه لا يمكن تحقيق فهم نصوص الشَّريعة واستنباط الأحكام من أدلتها وإدراك قواعدها وموازينها إلا به ، ولذا عُدّ العقل مناط التكليف وأساسه. أما الروايات فقد تواترت على حجية العقل، وأنه حجة باطنة، وبه يعبد الرحمن و به تكتسب الجنان.. وغير ذلك، مما يفيد أن العقل السليم حجة من الحجج أيضًا، والحكم المستكشف به شرع من داخل.. كما أنَّ الشَّرع عقل من خارج([38]). فعن الإمام موسى بن جعفرu: «إنَّ لله على النَّاس حجتين: حجة ظاهرة وحجة باطنة، فأما الظاهرة فالرسل والأنبياء والأئمة (عليهم السلام)، وأما الباطنة فالعقول»([39]). وقيل إنَّ «الدليل العقلي إن كان ظنيًا فهو بحاجة إلى دليل على حجيته، ولا دليل على حجية الظنون العقلية، وأما إذا كان قطعيًا فهو حجة من أجل حجية القطع»([40]). ولقد أثبت الأصوليون أنَّ الدليل العقلي يوجب القطع في الأحكام الشَّرعية، وبما أنَّ القطع حجة بذاته ولا يُعقل سلخ الحجية عنه، فالدليل العقلي حجة ولا يُنكر ذلك إلاّ من يبغي السفسطة([41]). 4- أقسام العقل
العقل واحد، ولكن جُعلت له أقسامٌ للتمييز بين موارد إدراكاته ومتعلقاته، ولذا قُسِّم من حيث المدْرَكات قسمان، هما:
- العقل النظري
- العقل العملي
فإذا كان المُدْرَك مما ينبغي أن يُعلَم مثل القول (الكل أعظم من جزئه) فيسمى إدراكه (عقلًا نظريًا)، وأما إذا كان المُدْرَك مما ينبغي أن يُفعل أو لا يُفعل مثل حُسن العدل وقُبح الظلم فيسمى إدراكه (عقلًا عمليًا)([42])، وعليه فحصول العقل العملي فعلًا يكون بعد حصول العقل النظري([43]). 5- مبادئ العقـل
مبادئ العقل هي الأسس التي يستند إليها العقل في تفكيره. وهي تتصف بصفتين رئيسيتين:
أ- أنها ضرورية، أي لا تقبل التعديل ولا الاحتمال، ولا تتوقف على الأفراد والظروف، ولذا فهي فطرية في الإنسان.
ب- أنها كلية، إذ تسلِّم بها كل العقول وتحكم كل الأشياء([44]). ويرى العقليون عامة، أنَّ في العقل مبادئ فطرية ضرورية للفكر([45]) قيل أنها أربعة، وهي([46]): أولًا: مبدأ عدم التناقض، وهو من أهم المبادئ العقلية وجوهر الفكر المنطقي، والمقصود به أن الشيء الواحد لا يمكن أن يتصف بصفة، وبنقيض تلك الصفة في وقت واحد، كقولك إنسان ولا إنسان في وقت واحد.
ثانيًا: مبدأ الهوية، وهو المبدأ القائل أن كل ماهيّة فهيَ ما هيَ بالضرورة، ولا يمكن سلب الشيء عن ذاته. فحين تقول أن سقراط هو الفيلسوف اليوناني الذي حُكم عليه بتجرع السم، فهنا هوية من ناحية أن سقراط والموصوف بهذه الأوصاف هما شخص واحد.
ثالثًا: مبدأ الثالث المرفوع، أو الوسط المستبعد.. أي لا بد أن يكون الواحد أو الآخر ولا يمكن أن يكون لا هذا ولا ذاك، فمثلًا.. هذا العدد إما زوج أو فرد؛ ولا يمكن إلا أن يكون أحدهما، ويطلق عليه أيضًا بـ (مانعة الخلو).
رابعًا: مبدأ العلة الكافية، أي أنه لا يحدث شيء دون أن يكون هناك علة أو سبب محدد.
6- أقسام الدليل العقلي
قُسِّم الدليل العقلي أو ما يحكم به العقل الذي يثبت به الحكم الشَّرعي، قسمين: الأول، المستقلات العقلية، والثاني، غير المستقلات العقلية([47]). ويمكن توضيح المقصود منها بإيجاز في هاتين النقطتين: أ - المستقلات العقلية
المستقلات في اللغة مأخوذة من (استقل) بمعنى الحمل والرفع، ومنه قوله تعالى: ]...أقَلَّتْ سَحَابًَا ثِقَالًَا...[([48])، أي حملت الريح سحابًا ثقالًا بالماء. ومن المجاز: استقل الطائر في طيرانه: أي نهض للطيران وارتفع في الهواء([49]). والاستقلال بالشيء: الإقلال به، وهو الاستبداد به لا طلبه كما هو الغالب من باب الاستفعال([50]). وعليه فإن نسبة الاستقلال إلى شيء ما .. تعبير عن لوازم ذلك الشيء، وكلٌ بحسبه، ومعروف أن من لوازم العقل هو الإدراك والعلم، ولعل وضع لفظ المستقلات له إشارة إلى تحمله أو استبداده بالمدركات العقلية. على أنَّ المراد من هذا اللفظ، حكم العقل على نوع متشخص من المدركات، لأن القضايا العقلية إما ضرورية لا يحتاج العقل في حكمه إلى أزيد من تصور الموضوع بجميع ما له دخل في موضوعيته من قيوده، وإما نظرية تنتهي إلى ضرورية كذلك([51]).. كـ (الأوليات) التي يصدق بها العقل لذاتها، أي بدون سبب خارج عن ذاتها مثل القول بأن (الكل أعظم من جزئه) و (النقيضان لا يجتمعان)([52]) ومسألة الحسن والقبح العقليين. ولذا يمكن استشفاف تعريف للمستقلات العقلية من خلال أقوال أهل الفن من الكلاميين - العدلية القائلين بالحكم العقلي - والأصوليين فيها، فتُعرّف بـ:
(القضايا التي لا تحتاج إلى توسط بيان شرعي في إدراكها) أي أن كل من كبراها وصغراها ونتيجتها تكون عقلية. وهي قضايا تبتني على الملازمات العقلية المحضة.
من قبيل القضية المؤلفة من المقدمات الآتية: العدل يحسن فعله عقلًا، وكل ما يحسن فعله عقلًا يحسن فعله شرعًا، فتكون النتيجة: العدل يحسن فعله شرعًا([53]). ب- غير المستقلات العقلية
وسميت القضايا من هذا النوع بهذا الاسم لأن العقل لا يستقل وحده في الوصول إلى النتيجة، بل يستعين بحكم الشَّرع في إحدى مقدمتي القياس فيها.. كحكه بوجوب المقدمة عند وجوب ذيّها – مثل وجوب الوضوء الذي يعد مقدمة للصلاة وهي الواجب – إذ حكم بذلك لحكمه بالملازمة بين المقدمة وذيّها الواجبة شرعًا([54]). وعليه تعرّف غير المستقلات بـ: (القضايا التي تحتاج إلى توسط بيان شرعي في إدراكها).. من قبيل القضية المؤلفة من المقدمات الآتية: هذا الفعل واجب، وكل فعل واجب شرعًا يلزمه عقلا وجوب مقدمته شرعًا([55]). ولتطبيق القياس على المصاديق، يكون بهذا الشكل: الصلاة واجبة شرعًا، ولا صلاة إلا بطهور، النتيجة: التطهر للصلاة واجب شرعًا.
6- الملازمات العقلية
الملازمة العقلية من القواعد التي بحثها علماء الكلام في مسألة العدل الإلهي، وعلماء الأصول – من الإمامية – في مسألة الحسن والقبح العقليين، والتي مفادها مسألتان:
الأولى: (كلما حكم به العقل حكم به الشَّرع) بتقريب أن الشارع سيد العقلاء بل هو العقل كله، وهو العقل من خارج، كما أن العقل شرع من داخل، فلا يعقل تخالفهما في الحكم فما حكم به أحدهما هو ما حكم به الآخر بعينه([56]). ويمثل لها بوجوب إطاعة المولى الذي هو من المستقلات العقلية، فهو الوجوب الشَّرعي بعينه، لذا فالأمر في قوله تعالى: ]...أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ...[([57]) يُحمل على الإرشاد لتمامية البعث عقلًا ([58]). الثانية: (كلما حكم به الشَّرع حكم به العقل) بمعنى أن كلًا فعل حكم الشَّرع بوجوبه لما فيه من المصلحة الملزمة، أو حكم بحرمته لما فيه من المفسدة الملزمة، لو أدرك العقل ذلك الملاك فلا جرم يحكم بحسن الأول وقبح الثاني([59]). ومثلوا للملازمة العقلية في باب المستقلات بادراك العقل مسألة الحسن والقبح المستلزم لإدراك حكم الشارع بهما، (كوجوب قضاء الدين ورد الوديعة، والعدل والإنصاف، وحسن الصدق النافع، وقبح الظلم وحرمته، والكذب مع عدم الضرورة، وحسن الإحسان واستحبابه، وتوقف تنجز التكليف على البيان وقبح العقاب بدونه...)([60]). وفي باب غير المستقلات، كإدراك العقل بوجوب المقدمة عند الشارع بعد اطلاعه على وجوب ذيّها لديه، أو إدراكه نهي الشارع عن الضد العام بعد اطلاعه على إيجاب ضده ... وغيرها من الأمثلة وأكثرها موضع نقاش([61]).
[1]- جعفر السبحاني/أضواء على عقائد الشيعة الإمامية، مؤسسة الإمام الصَّادق u – قم، ط:1 (1421هـ)، ص273.[2]- الجوهري/الصحاح، 5/1769- 1771.[3]- ابن منظور/لسان العرب، 11/458- 459.[4]- عبد الله بن قدامة: موفق الدين أبو محمد بن أحمد (ت:630هـ)/المغني، دار الكتاب العربي - بيروت، طبعة بالأوفسيت، 4/508.[5]- الراغب الأصفهاني/مفردات غريب القرآن، كتاب العين وما يتصل بها، ص341.[6]- ابن أبي الدنيا (ت: 281هـ)/كتاب العقل وفضله، تحقيق: لطفي محمد الصغير، مؤسسة الكتب الثقافية، ط1 (1993 م)، ص22.[7]- ظ ابن سينا/تسع رسائل في الحكمة والطبيعيات – الرسالة الرابعة في الحدود، دار العرب للبستاني – القاهرة، 1989م، ط3، ص80-81.*- أبو علي محمد بن عبد الوهاب بن سلام بن خالد بن حمران بن أبان مولى عثمان ابن عفان، أحد أئمة المعتزلة، وكان إمامًا في علم الكلام، الذي أخذه عن رئيس المعتزلة في البصرة أبي يوسف الشحام البصري، وعن الجبائي أخذ أبو الحسن الأشعري شيخ الأشاعرة.. ابن خلكان (ت: 681هـ)/وفيات الأعيان، تحقيق: إحسان عباس، دار الثقافة، -بيروت، 4/267.[8]- الآلوسي: أبو الثناء شهاب الدين محمود بن عبد الله البغدادي (ت: 1270هـ)/روح المعاني في تفسير القرآن والسبع المثاني، المطبعة المنيرية بمصر، 17/168.[9]- القاضي عبد الجبار: أبو الحسن ابن أحمد الهمداني/المغني في أبواب التوحيد والعدل، تحقيق: محمد علي النجار، وعبد الحليم النجار، المؤسسة المصرية العامة – القاهرة، 1962م، 11/375.[10]- الإيجي: المواقف، 2/86.[11]- ابن سينا/تسع رسائل في الحكمة والطبيعيات، ص82.[12]- الحسن بن يوسف بن المطهّر/كشف المراد في شرح تجريد الاعتقاد، تحقيق: حسن زادة آملي، مؤسسة النشر الإسلامي - قم، ط7، 1417هـ، ص215.*- مصطلح يطلق على الأعم من الوجود الذهني الذي لا يترتب عليه الآثار، والوجود الخارجي الذي يترتب عليه الآثار بحسب تعبير المناطقة، وقيل: إن نفس الأمر عقل مجرد فيه صور المعقولات عامة، والتصديقات الصَّادقة في القضايا الذهنية والخارجية تطابق ما عنده من الصور المعقولة.. الطباطبائي: محمد حسين (ت: 1412هـ)/بداية الحكمة، مؤسسة النشر الإسلامي، ط21، ص25.[13]- المازندراني: محمد صالح بن أحمد السروي/شرح أصول الكافي، تحقيق: أبو الحسن الشعراني، دار إحياء التراث العربي - بيروت، ط1 (2000م)، 1/120.[14]- سعيد القمي: محمد سعيد محمد المعروف بـ (القاضي) (1049- ... هـ)/التعليقة على الفوائد الرضوية، تعليق: الخميني، روح الله الموسوي، مؤسسة تنظيم ونشر آثار الإمام الخميني – قم المقدسة، 1415هـ، ص111. جاء ذلك في رواية طويلة مملوءة بالمعرفة العلوية في جواب للسائل عن ماهية العقل والنفس.**- وهو إشارة إلى النور النبوي صلوات الله عليه وعلى آله، ففي الرواية «عن جابر بن عبد الله قال: قلت لرسول الله صلى الله عليه وآله: أول شيء خلق الله تعالى ما هو؟ فقال: نور نبيك يا جابر، خلقه الله ثم خلق منه كل خير».. ألمجلسي: محمد باقر بن محمد تقي الأصفهاني (ت: 1111هـ)/بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار،تحقيق: يحيى العابدي، عبد الرحيم الرباني الشيرازي، مؤسسة الوفاء – بيروت، ط2 (1403هـ - 1983م)، 15/24.[15]- سعيد ألقمي/التعليقة على الفوائد الرضوية، ص 119.[16]- الكليني/الأصول من الكافي، 1/10.[17]- سورة الأعراف/54.[18]- ظ ابن العربي: محي الدين أبو عبد الله محمد بن علي الحاتمي الطائي (ت: 638هـ)/الفتوحات المكية، دار صادر – بيروت، 1/169 ، الشيرازي: صدر المتألهين محمد بن إبراهيم (ت:1050هـ)/الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة، مكتبة المصطفى- قم، طمهر استوار- قم، 2/20 تعليقات الهامش.[19]- لم أجده في كتب الحديث، ولكن تناقله كثير من العلماء أمثال الراغب في مفرداته، ص341 ، والفيض الكاشاني في الأصول الأصيلة، ص120.. وغيرهم من المتأخرين.[20]- الكليني/الأصول من الكافي، 1/10.[21]- م. ن.، 1/12.[22]- التبريزي الأنصاري/اللمعة البيضاء، ص 382 .[23]- المجلسي/بحار الأنوار، 1/99-100.* - على ما استشهد به الرازي من قول ابن سينا في تنزيله مراتب النفس الإنسانية على آية النور، فقال: لا شك أن النفس الإنسانية قابلة للمعارف الكلية والإدراكات المجردة، ثم إنها في أول الأمر تكون خالية عن جميع هذه المعارف فهناك تسمى عقلًا هيوليًا وهي المشكاة.وفي المرتبة الثانية: يحصل فيها العلوم البديهية التي يمكن التوصل بتركيباتها إلى اكتساب العلوم النظرية، ثم إن أمكنة الانتقال إن كانت ضعيفة فهي الشجرة، وإن كانت أقوى من ذلك فهي الزيت، وإن كانت شديدة القوة جدا فهي الزجاجة التي = = تكون كأنها الكوكب الدري، وإن كانت في النهاية القصوى وهي النفس القدسية التي للأنبياء فهي التي يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه نار.وفي المرتبة الثالثة: يكتسب من العلوم الفطرية الضرورية العلوم النظرية إلا أنها لا تكون حاضرة بالفعل ولكنها تكون بحيث متى شاء صاحبها استحضارها قدر عليه وهذا يسمى عقلًا بالفعل وهذا المصباح. وفي المرتبة الرابعة: أن تكون تلك المعارف الضرورية والنظرية حاصلة بالفعل ويكون صاحبها كأنه ينظر إليها وهذا يسمى عقلا مستفادًا وهو نور على نور لأن الملكة نور وحصول ما عليه الملكة نور آخر، ثم زعم أن هذه العلوم التي تحصل في الأرواح البشرية، إنما تحصيل من جوهر روحاني يسمى بالعقل الفعال.. الفخر الرازي/مفاتيح الغيب- المسمى بـ (التفسير الكبير)، 23/234.[24]- المجلسي/بحار الأنوار، 1/101.[25]- الكليني/الأصول من الكافي، ا/26.*- نسبة إلى قوله تعالى: ]... إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ طِينٍ فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي...[ ص/71-72.[26]- مصطفى النشار/نظرية المعرفة عند أرسطو، دار المعرفة – القاهرة، ط3 (1995)، ص73-74.[27]- المازندراني/ شرح أصول الكافي، 1/302.**- الدباء: القرع، وهو نوع خاص من اليقطين.. الزبيدي/تاج العروس،مادة قرع – 11/361.[28]- الكليني/الفروع من الكافي، 6/371.[29]- الإمام علي بن ابي طالب (ت: 40هـ)/نهج البلاغة - بشرح محمد عبده بن حسن خير الله (ت:1323هـ)، دار الذخائر – قم، مطبعة النهضة، ط:1(1412هـ)، 4/35 – 37.[30]- الحج/46.[31]- الطوسي/التبيان في تفسير القرآن، 7/326.[rtl]
[32]- قناة الجزيرة الوثائقية الفضائية/القلب مستودع الذكريات – فلم وثائقي عن زراعة القلب، بُث في صيف عام 2006م، وأعيد بثه على القناة نفسها، بتاريخ: الأربعاء 30/5/2007 الساعة: 2:05 (الثانية وخمس دقائق) بتوقيت غرينتش.. ويتلخص في تبيين التغيرات التي تحدث في سلوك الأشخاص الذين يخضعون لعمليات زراعة القلب المأخوذ من أناس - واهبين - قد ماتوا حديثًا، إذ تغير سلوكهم عما كانوا عليه قبل عملية الزرع، فكانوا يميلون شيئًا فشيئًا إلى سلوك الواهبين لهذا القلب، ما دفع العلماء إلى الجزم بأن سبب التغير في السلوك يعود إلى = = القلب الجديد الذي دخل في الجسم، ومن هؤلاء الأشخاص (جيم كلارك) الذي كان يعمل في الفحم وأصبح سائق شاحنة بعد ذلك، ولم يكن له حظ من التعليم، لكنه أصبح ينظم الشعر وُيسمع زوجته كلامًا عاطفيًا بليغًا لم تسمعه من قبل، ويرجع السبب إلى أن الواهب كان رجلًا مثقفًا وشاعرًا، أما (دانيال) فأصبح يهوى تسلق الجبال ويمارس هوايات لم يكن يفكر بمزاولتها، ولما زار والدة الواهب، أخبرته أن ابنها (كاي) كان يمارس عددًا من الألعاب الرياضية بما فيها تسلق الجبال.[/rtl]
[33]- محمد فؤاد عبد الباقي/المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم، آوند دانش - طهران، مادة عقل.[34]- سورة البقرة/164.[35]- سورة البقرة/171.[36]- سورة الأنفال/22.[37]- سورة الملك/10.[38]- الأنصاري: مرتضى بن محمد أمين (ت: 1281هـ)/فرائد الأصول، تحقيق: لجنة تحقيق تراث الشيخ الأعظم، مجمع الفكر الإسلامي، باقري – قم، ط1 (1419هـ)، 1/59.[39]- الكليني/الأصول من الكافي، 1/16.[40]- الصدر: محمد باقر/دروس في علم الأصول – الحلقة الثالثة، إعداد وتحقيق: لجنة التحقيق التابعة للمؤتمر العالمي للشهيد الصدر، مركز الأبحاث والدراسات المتخصصة للشهيد الصدر، شريعت - قم، ط2 (1424هـ)، 2/258.[41]- المظفر: محمد رضا/أصول الفقه، 2/278.[42]- ظ أرسطو طاليس/كتاب النفس + كتاب النبات، تحقيق: موفق فوزي، دار الينابيع - دمشق، ط2 (2007م)، ص121-122.[43]- الصدر: محمد باقر/دروس في علم الأصول،2/193.[44]- عبد الرحمن بدوي/مدخل جديد إلى الفلسفة، دار مدين، مطبعة رسول، ط1 (1428هـ)، ص156.[45]- توفيق الطويل/أسس الفلسفة، ص342.[46]- لم تُذكر هذه المبادئ مجتمعة في كتب المنطق والفلسفة، نعم.. ذكرها عبد الرحمن بدوي مجتمعة في كتابه مدخل جديد إلى الفلسفة، ص157-160، وذكر المظفر: محمد رضا (ت: 1383هـ) ثلاثًا منها في كتابه المنطق، ظ المظفر/المنطق، تحقيق: الشيخ رحمة الله الرحمتي، مؤسسة النشر الإسلامي - قم، ط3 (1424هـ) ص56، 187.[47] - المظفر: محمد رضا /أصول الفقه، 2/263.[48]- سورة الأعراف/57.[49]- الزبيدي/تاج العروس من جواهر القاموس ، 15/ 629.[50]- الطريحي/مجمع البحرين ومطلع النيرين، 3/545.[51]- ظ المظفر: محمد رضا /المنطق، ص 328.[52]- م. ن.[53]- ظ المظفر: محمد رضا /أصول الفقه، 2/ 265.[54]- المظفر: محمد رضا /أصول الفقه، 2/264[55]- م. ن. ، 2/265.[56]- علي المشكيني/اصطلاحات الأصول، دفتر نشر الهادي – قم، مطبعة الهادي، ط5 (1413هـ)، ص207.[57]- سورة النساء/59.[58]- المصطفوي: محمد كاظم/مئة قاعدة فقهية، مؤسسة النشر الإسلامي - قم المقدسة، ط3 (1417هـ)، ص268.[59]- م. ن.[60]- محمد تقي الحكيم/الأصول العامة للفقه المقارن، مؤسسة آل البيت عليهم السلام، ط2 (1979م)، ص 282. [rtl]
العودة الى الصفحة الأولى[/rtl]
[rtl]
............................[/rtl]
[rtl]
الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2222 السبت 22/ 09 / 2012)[/rtl]