الصعود الى الله

الصعود الى الله تبارك وتعالى والرجوع اليه هما الغاية الحقيقة والهدف الاسمى الذي خلق من اجله الانسان وحينئذ لابد من الوقوف على حقيقة الصعود وكيفيته
فما معنى ان يصعد الانسان الى ربه ؟ وكيف يتم هذا الصعود؟ من الواضح ان هذه الاسئلة تنطلق من واقع يفيد ان الرجوع اليه تعالى حقيقة واقعة لامفر منها اطلاقا قال تعالى
(يا ايها الانسان انك كادح الى ربك كدحا فملاقيه)
تقرر هذه الاية الكريمة وباسلوب رائع بأن الانسان (كاحد الى ربه (
ومن المعلوم لغويا ان
الى تفيد الغاية والنهاية وهذا يعني ان هناك ابتداء تكون نهايته الى الله عز وجل ان هناك شيئا يبدأ به الامسان لكي ينتهي الى لقاء الله تبارك وتعالى

هذا اللقاء لايكون بالضرورة عندة نقطة واحدة يصل اليها الجميع بل ان نهاية هذا اللقاء تكون عند تخوم مفترق فاما ان تكون عند نقطة غفور رحيم
واما عند نقطة سريع الحساب والانسان مخير في اختيار احد هذين اللقائين فان الانسان قد يلاقي سيده في قصره عند صالة التشريفات وقد يكون لقاؤه في السجن !
وما اعظم الفرق بين هذين اللقائين وفي هدس هذه الحقيقة لابد للانسان من تحديد محل لقائه بالله تبارك وتعالى من الان تأسيسا على ما سلف نسأل من جديد ماهو معنى الصعود الى الله

يتبع

حقيقة لقاء الله عز وجل هي احدى الحقائق القرآنية اكدتها عشرات الايات
الكريمة فقد قال تعالى
فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولايشرك بعبادة ربه احدا
وقال الله تعالى
من كان يرجو لقاء الله فإن اجل الله لآت وهو السميع العليم
وقال الله تعالى
الأ انهم في مرية من لقاء ربهم الا انه بكل شيء محيط
وقال تعالى
وسيق الذين كفروا الى جهنم زمرا حتى اذا جاؤها فتحت ابوابها وقال لهم خزنتها الم يأتكم رسل منكم يتلون عليكم ايات ربكم وينذرونكم
لقاء يومكم هذا قالوا بلى ولكن حقت عليهم كلمة العذاب على الكافرين

اذن فنحن مدعوون جميعا للقاء الله تبارك وتعالى ومن اللازم حينئذ ان نعد العدة اللازمة للوصول الى هذا اللقاء ومن الجلي ان الوصول لايمكن ان يتحقق الا بالتقرب شيئا فشيئا نحو الهدف والتحرك صوب الغاية التي نرمي الوصول اليها
وهذا هو معنى مادرجنا على تكراره يوميا في كل صلاة بل في كل عبادرة من ان هذا العمل قربة الى الله سبحانه وتعالى فكل مؤمن ينتظر من وراء عمله ان يكون مقربا له نحوه تبارك وتعالى
الا ان السؤال الجوهري في هذه النقطة والذي ينبغي التلبث عنده على نحو دقيق هو ها الله سبحانه وتعالى بعيد عن عباده حتى يريدوا الاقتراب منه بأعمالهم ؟!
ايجوز ذلك وهاهو القرآن الكريم يصرح في عشرات الايات على خلافه ؟!
لنمكث سوية مع الايات الكريمة الاتية
قال تعالى : (فأينما تولوا فثم وجه الله)
قال تعالى:
(وهو معكم اينما كنتم )
)وقال ايضا (واذا سألك عبادي عني فأني قريب اجيب دعوة الداع اذا دعان
بل انه سبحانه اقرب من ذلك حيث يقول :
((ونحن اقرب اليه من حبل الوريد

بل نجد ان قربه سبحانه من العبد يتجلى بصورة اوضح حينما نسمع قوله تعالى (واعلموا ان الله يحول بين المرء وقلبه وانه اليه تحشرون )
فاذا كان الله جل وعلا اقرب من كل شيء الينا بل هو اقرب من انفسنا!
فما معنى اننا نريد ان نتقرب اليه باعمالنا حينئذ
؟ ما هو معنى الوصول اليه؟ وهل يكون القريب منا بهذا القرب بعيدا حتى نصل اليه بصلواتنا واعمالنا العبادية الاخرى ؟!
ثم اذا كان سبحانه وتعابى قريبا منا الى هذا الحد فلماذا لا نراه يا ترى ؟ وما اروع كلمة الامام الحسين عليه السلام في دعاء يوم عرفة حين يقول ((متى بعدت حتى تكون الاثار هي التي توصل اليك عميت عين لاتراك عليها رقيبا))

من كتاب

عصمة الانبياء في القرآن
مدخل الى النبوة العامة
محاضرات السيد كمال الحيدري

أحسنت يا أخي انتقاء جيد جزاك الله خيرا

محاضرات السيد كمال الحيدري تستحق القراءة
مشكور مشرفنا الغالي