منتدى الزهراء
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى الزهراء

¤¦¤`•.•`منورنا ياღ زائر ღلاتنسى الصلاة على محمد وال محمد ¤¦¤`•.•`
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الفائدة النفسية__ 11: تزكية النفس.. 12: إنكار الذات

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
محب الزهراء
مشرف عام
مشرف عام
محب الزهراء


ذكر
المزاج : الحمدلله
صور المزاج : الفائدة النفسية__  11: تزكية النفس.. 12: إنكار الذات 16210
العمل/الترفيه : لايوجد
الموقع : منتدى الزهراء
عدد الرسائل : 2359
تاريخ التسجيل : 10/02/2008

الفائدة النفسية__  11: تزكية النفس.. 12: إنكار الذات Empty
مُساهمةموضوع: الفائدة النفسية__ 11: تزكية النفس.. 12: إنكار الذات   الفائدة النفسية__  11: تزكية النفس.. 12: إنكار الذات Emptyالأحد أغسطس 23, 2009 4:30 am


11: تزكية النفس

إنَّ الأيمان ـ رغم سهولة انتحاله ـ حقيقة صعبة المنال، فلا يكل إيمان عبد، حتى يجد وقع أوامر الله ونواهيه في وجدانه، كما يلمس وقع الموجودات الحية بحواسه، وأما الكلمات المتفائلة، التي تعطر الحديث، ثم تموت على شفاه قائلها، تاركة خلفها ظلمات وآثاماً، فلا تعبر عن الأيمان، أو ليس في القرآن إنّ إبراهيم قال: ((رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتى قالَ أَ وَلَمْ تُؤْمِنْ قالَ بَلى وَلكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي))؟ وأليس في الحديث عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): (ليس الأيمان بالتمني ولا بالتحلي، ولكن ما وقر في القلب وصدّقه العمل)؟.

فالعقول في عزلة عن القلوب، والقلوب في ظلام دامس، من أخطاء العواطف، وعواطف الأهواء، والإنسان بين كل ذلك بعيد عن الأيمان، وكثيراً ما يقول بلسانه، ثم يمسي مفلساً، وتنطوي صحيفة عمره بين الغفلة والتمني.

ولعل الحديث التالي، حاول التعبير عن هذا المعنى، حيث رأى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، الحارثة بن سراقة، مبكراً إلى صلاة الصبح، مطرقاً مفكراً، فأفتتح صباحه قائلاً: (كيف أصبحت يا حارثة؟)

وبين فرح اللقاء، وفرحة التبكير أجاب حارثة: (أصبحت مؤمناً حقاً).

ولكنَّ معلّم البشر، الذي عرف أنّ أكثر النّاس يقتنعون بالأماني والتسوّلات، من غير فهم ولا عزم ولا عمل، قال لحارثة: (لكل حق حقيقة، فما حقيقة إيمانك؟)

غير أنّ حارثة كان يعرف أنّ الأيمان حقيقة، والحياة حقيقة، والإنسان حقيقة، ومن هذا المزيج تتكون (شخصية المؤمن) كشف عن واقعه مجيباً: (عزفت نفسي عن الدنيا، فاستوى عندي ذهبها، وحجرها، وكأني أرى أهل الجنّة ينعمون، وأهل النّار يُعذبون، وكأني أرى عرش ربي بارزاً).

* * * * *

وإذا كان هذا معنى الأيمان الذي أقرّه النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، فإنَّ تمكينه من النفوس، بالغ بالصعوبة، ولا يمكن ترسخه فيها بمجرد كلمات وخطب، وإنّما يحتاج إلى حركة عملية، جديرة بإنجاز هذه المهمة، وقد قرر الإسلام لأداء هذه الرسالة، الصوم، فإنّه حيث يقطع أواصر المادة، ويستأصل النزوع إلى المناعم الفارهة، ويجرد الإنسان من المطاعم والمناكح فترات متوالية، يستطيع كبت الرغبات والنزوات الطائشة، وتطهير النفس من العناصر المختلفة النكراء، التي تخلق فيها استجابة للمواد الأرضية المركبة معها، أو تترسب عليها من الجو والمحيط والتربية المنحرفة، وكلما تزكّت النفس، تهيأت للتقوى والقبول، وأصبحت كالأرض المهذبة من الأشواك وفضول الأعشاب.

فيكون الإنسان ـ بعد فترة الصوم ـ مستعداً للانسلاخ من تلك الفظاظة التي نلمسها في أبناء الشرق الإسلامي، وقادراً على التحرر من عبادة العادات، وحكومة الأوهام، التي حولت حياتنا إلى قطعة من (الروتينيات) و (الدبلوماسيات) البليدة، وجعلتنا آلات ميكانيكية، تتحرك على نسق معين، لتؤدي أعمالاً محدودة وفق إرادة خاصة، فابتعدنا ـ كل الابتعاد ـ عن المرونة، التي تميز الإنسان عن الخشب والحجارة والحديد، حتى تخلينا عن شيم الأحرار، الذي يعملون باختيار.

والصوم، يقدر على هذه الرسالة، لأنّه زمام إداري، يدفع الإنسان إلى مجانبة مشتهياته بمجرد إرادته، ومتى قدر الإنسان على إهمال شهواته الجامحة، يتدرج في المقاومة إلى أنْ ينال (ملكة) راسخة، يتمكن بها من الانكماش والانبعاث متى أراد إيمانه.

فمن استطاع ـ في رمضان ـ أنْ يقول: (إني صائم) كلما واجه كلمات بذيئة، يستطيع في كل حين أنْ يقول: (إني مؤمن) مهما قابل جاهلاً.

ومن منع نفسه من الماء الحلال ـ لأنّه صائم ـ يهون عليه أنْ يمنع نفسه من الخمر الحرام ـ لأنّه مؤمن ـ ومن امتنع عن مباشرة زوجته الحليلة ـ من أجل الصوم ـ يسهل عليه الامتناع عن امرأة أجنبية ـ لأجل الأيمان ـ ومن كف عن الطعام المباح ـ استجابة لإرادة الله ـ يخفّ عليه الكف عن الربا ـ خوفاً من الله ـ وهكذا تنحسر التيارات المفروضة على النفس، ليأخذ قيادها الأيمان.

فمسؤولية الصوم، هي تحرير الإنسان، من العبودية الاختيارية لـ (اللاشيء)، وتوجيهها إلى عبادة الله...

وبعد ذلك... يتاح للإنسان، تغذية نفسه بالأفكار الصالحة، وزرعها بالفضائل والمثل، والقيم الروحية، حتى تنصهر عواطفه، ويتبلور ضميره، وتقوى في روعه نزعة الخير، وتتضاءل أمام عينه المطامع والمنافع، فلا تنازع القوى المادية إلى مُتعها ومساقطها، ويصل ـ تدريجياً ـ إلى حالة من (الصفاء) تحبب إليه الخير، وتكرّه له الشر، وترهف إحساسه، حتى يشعر برفعة الفضيلة، وخسّة الرذيلة، فيتخلى عن هذه، ويتحلّى بتلك، ليغدوا إنساناً مثالياً نموذجياً، لا يترك الصدق والحق، والوفاء والمروءة، وإنْ كان فيها تجشم الصعاب، وتحمل الضياع، ولا يرتكب الفسق والباطل والزور، وإنْ تتطلب تقديم التضحيات، والحرمان من الأغراض المحرمة.

كما يكون في وسعه ـ بعد ذلك ـ إطلاق عنان نفسه، وإهمالها، حتى تتدهور في المزالق، إلى أنْ يبلغ القرارة السحيقة، التي تكبله ـ فيها ـ شبكة الشيطان، وحبائل المجتمع.

هذه هي مهمة الصوم، إنّه يهيئ الإنسان ويعدّه للتقوى، ولكن لا يجبره عليها، وإنّما يترك له الخيار، ليهلك من أحبّ الهلاك، ويحيي من فضّل الحياة، ولعل إلى هذا المعنى تنظر كلمة: (لعل) في آية الصوم: ((يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيامُ كَما كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)) فكلمة (لعل) كلما وردت دلت على مفهوم الصلاحية لا الإكراه.

12: إنكار الذات

لعنا نستطيع التأكيد، على أنّ (حبّ الذات) رأس الأخلاق الذميمة، فالجبن من آثار (حب الذات)، والبخل من آثار (حب الذات)، والانتهازية من آثار (حبِّ الذات)، وحب الظهور، وطلب الشهرة، وابتعاد المحمدة، والحسد والحقد، والأنانية، وكل صفة دنيئة، من آثار (حبِّ الذات)، لأنَّ الذي يعبد ذاته يظن به عن مخاطر والأهوال، ويحاول أنْ يكرس جميع أمواله للتوفير على شخصه، وينتهز كل فرصة ـ مشروعة أو غير مشروعة ـ لاكتساب منفعة، ويحاول الظهور والشهرة والثناء، ويحسد من يفوقه، ويحقد على من ينازعه... لأنّه يرى شخصه ولا يرى غيره، ويعرف أنّ كل توفير عليه انتصار، وإنّ كل تقتير عليه فشل، من دون أنْ يهتم بالقيم العليا، أو يقيس الأمور بمقاييس الآخرة والثواب.

وإذا كان (حب الذات) رأس الأخلاق الذميمة، فـ (إنكار الذات) رأس الأخلاق الحميدة، لأنَّ الذي يعلق طرفه بالأفق البعيد، لا بد أنّه يهتم بالمثل العليا، ويقيس الأمور بمقاييس الآخرة والثواب، حتى يهون عليه كل شيء، وينكر ذاته، وإذا أرتفع مستواه إلى مستوى القيم العليا، والآخرة والثواب، أصبح شجاعاً لا يبالي أَوقع على الموت أم وقع الموت عليه؟؟؟ وأمسى كريماً، ولا يبخل بأي شيء، إذ لا شيء أعزَّ من الذات، ينكر ذاته ولا يبخل بماله، وصار مبدئياً يعمل لهدف خاص لا يتخلى، مهما عظم الإرهاب أو الإغراء، وأنكر الظهور والشهرة والمحمدة، وبقية الأخلاق الذميمة، لأنَّ من سمت نفسه فوق ذاته، يزهد في مباهج الحياة، فلا يتواضع للصراع حول أعراضها، والحسد والحقد على من نال منها نصيباً، أو نازعه شيئاً منها.

وعندما نستعرض واقع التاريخ، نجد أنَّ (حبَّ الذات)، هو الذي صرع القادة والزعماء، الذين ركبوا الشطط، فأفسدوا المجتمع وأفسدوا ثوابهم عند الله وعند النّاس، ثم كان عاقبة أمرهم خسراً، ونرى أنَّ جميع القادة والزعماء الذين عبَّدوا طرق الصلاح، وحملوا النّاس على الخير والهدى والعدل، فصلحوا وأصلحوا، حتى استحقوا الخلود في الدنيا والخلود في الآخرة، هم الذي دفعهم (إنكار الذات) إلى الإخلاص في عملهم، ولمجتمعهم، والتضحية في سبيل الله.

* * * * *

والصوم يطهّر الصائم من (حبِّ الذات) ويحلّيه بـ (إنكار الذات)، لأنّه عندما يجابه سلطان النفس، ويكبح جماحها بالامتناع من المشهّيات، الجسدية، يذل النفس ويحد عن غرورها وغلوائها، فتصبح ذلولة طيعة، وإذا تكرر الصوم كثيراً، انتهى بتركيز (إنكار الذات) في نفسه، بينما الإنسان الذي يصدف عن الحق، ويمعن في المعاصي، ويستجيب لنفسه كلما دعته إلى شيء، لا بد وأنْ ينمو في نفسه (حبّ الذات).
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alzahra.jordanforum.net
 
الفائدة النفسية__ 11: تزكية النفس.. 12: إنكار الذات
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» تتلخص الفائدة النفسية للصوم.... 1: الإرادة.2: الثبات..3: الاحتمال....
» الفائدة النفسية ____4: الأخلاق__: الجود__6: الشكر__7: العفة في الصوم__8: الأمانة__9: التقوى_10: الإخلاص
» الفائدة الصحية
» الفائدة الاجتماعية>>>>>>>>>>
» الفائدة الاجتماعية ----ريجيم خاص

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الزهراء :: شهر الله :: منتدى شهر رمضان-
انتقل الى: