شهر رجب أداء حق أمير المؤمنين (ع)

[size=21]بعض الروايات تبين أنّ شهر رجب هو شهر أمير المؤمنين (عليه السلام)، فكان يصومه ويقول: ( رجب شهري وشعبان شهر رسول الله وشهر رمضان شهر الله عَزَّ وجَلَّ)[1]، ونسبة الشهر للإمام علي (ع) تمنح عظمة لهذا الشهر، يندفع من خلالها المؤمن نحو المراقبة الدائمة كي لا يصدر منه محرم ولا يترك واجباً فيؤدي إلى هتك حرمة الإمام (ع)، كما أنّ انتساب الشهر للإمام يُبرز نكهة عرفانية هي أنّ ارتباط هذا الشهر بأمير المؤمنين (ع) هو في حقيقته ارتباط بالولاية، وهذا النحو من الربط يُلزمنا السعي لأداء حق الولاية عقدياً وعملياً، أما في الجانب العقدي فيقول الإمام أمير المؤمنين (ع) في حديثه ((عن آل محمد (ص) ولهم خصائص حق الولاية))[ 2]، فهم أولى من غيرهم، وقد ذُكر هذا الحق في الروايات بعنوان معرفة الإمام أو معرفة حقه، قال الإمام الصادق (ع): ( وأدنى معرفة الإمام أنه عِدل النبي إلا درجة النبوة ووارثه، وإنّ طاعته طاعة الله وطاعة رسول الله، والتسليم له في كل أمر والرد إليه والأخذ بقوله)[ 3]، وأما حق الولاية عملياً هو الالتزام بها في السلوك الفردي، وهذا ما ركّزت عليه الروايات أيضاً، قال الإمام الباقر ( ع ): ( والله ما معنا من الله براءة، ولا بيننا وبين الله قرابة، ولا لنا على الله حجة، ولا نتقرب إلى الله إلا بالطاعة، فمن كان منكم مطيعاً لله تنفعه ولايتنا، ومن كان منكم عاصيا لله لم تنفعه ولايتنا، ويحكم لا تغتروا ! ويحكم لا تغتروا !)[ 4]، وهذه الولاية هي بوابة دخولنا لشهر النبي (ص) وهو شهر شعبان، فلا يتيسر الدخول فيه إلا من خلال شهر رجب، وهذا ما ركّز عليه النبي (ص) أنا مدينة العلم وعليٌ بابها، فمن أراد المدينة فليأتِ الباب)[ 5]، فالولوج إلى شهر النبي (ص) من خلال الباب وهو أمير المؤمنين علي (ع)، فأداء حق الولاية والإمامة طريق لأداء حق النبوة والرسالة.
[1] وسائل الشيعة للحر العاملي ج10ص480.
[2] نهج البلاغة للإمام علي ج1 ص30.
[3] كفاية الأثر للخزاز القمي ص 263.
[4] ميزان الحكمة الري شهري ج1ص519.
[5] المستدرك للحاكم النيسابوري ج3 ص126.